إبـــنـــي

إبـ..."> إبـنـي

موقع الأديب سعيد العلمي. منذ 2020/10/2 WEB del escritor Saïd Alami. Desde 2/10/2020 |
ALBUM DE FOTOS | LIBRO DE VISITAS | CONTACTO |
 
 

WWW.ARABEHISPANO.NET المـوقـع الـعـربي الإسـباني


(إسبانيا) موقع الأديب سعيد العلمي

WEB del escritor y poeta Saïd Alami

وجوديات
وجدانيات
القصيدة الوطنية والسياسية
قصص سعيد العلمي
الصوت العربي الإسباني
POESÍA
RELATOS de Saïd Alami
La Voz Árabe-Hispana
Artículos de archivo, de Saïd Alami

 

إبـــنـــي

سعيد العَلمي

 

مُـهداة إلى ابني عمر

 

جاءه صديقه العربي المغـترب في إسبانيا ليشكي له تنكر ابنه له بعد طلاقه من أمه ووقوف الابن، محاطا بأمه وعائلتها، بقوة ضد أبيه، رغم كل الحنان والتضحية والدلال الذي خص ابنه بهم طيلة سنيه الاثنتي عشره ورغم حب الابن الشديد لأبيه حتى ذلك الحين، في مأساة عائلية تتكرر بكثرة يوميا بسبب معاداة القانون العائـلي في إسبانيا معاداة سافرة وقمعـية وعنـيـفه للرجال وانحيازه الكامل والأعمى لصالح النساء، مما أدى إلى وضع مقدرات العائلة فالمجتمع بكامله في يد المرأة، بغـض النظر تماما عن قدراتها العـقلية أو العلمية أو الثقافية وعن طبيعة أخلاقـهـا.

 

قالتْ كفاكَ وماذا دهاكْ

 

أتبكي مريراً وكـُلي فـَداكْ

 

ألا اقـشَعْ ضَـبابَـكَ واخْـلـَعْ أساكْ

 

وداوي جـِراحَكَ... حَـقــِّـقْ مُناكْ

 

ولا تـَجْـزَعَـنَّ... فـرَبٌّ هُناكْ

 

وحِكـْمَـتـُهُ لا يطـُـلـْها نـُهاكْ

 

*

قـلـتُ أحبُّ وما لي سِـواهْ

 

*

قالت أدَمْعٌ تـُريـقُ  فـداهْ؟!

 

وهوَ الذي قد طغى في صِباهْ

 

وأطـعَـمَـك الـقـهْـرَ سـُمّا جَـفاهْ

 

ولم يـنـْـبُـسَـنَّ ببـِنـْتِ شِـفاهْ

 

شهورٌ طِوالٌ قـضَـتْ لم تَراهْ

 

فكَمْ زاغ َ مِنكَ بكِـبْـرٍ  وتـاهْ

 

وأنتَ الذي ما فـَصَـمْتَ عُـراهْ

 

وألبَسْـتـَهُ الأمْـسَ ثـَوْبَ الحَـياهْ

 

وكِـدتَ تـَطــيـرُ وأنـْتَ  تـَراهْ

 

صَغـيرا ً ضَعــيفاً يَطـُـلّ ُ سَناهْ

 

كأوّلِ خَـيـْطِ شُـعاع ٍ نـَـراهْ

 

لِـيَـوم ٍ مُنـيرٍ بَديـع ٍ  ضِـياهْ

 

*

فـقـلتُ لها هَـلَّ فـي الـظـُّـلـْـمَةِ

 

وقـد لـفـَّـتِ الأفـْـقَ في دُنـْـيَـتـي

 

فـصَلـّيْتُ شُكـْـرا ً ومِنْ بـَهْـجَــتي

 

وأوْدَعْـتـُهُ غانِـما ً مُهْـجَـتـي

 

فــصارَ دلـيـلي إلى وُجْـهَــتي

 

رفـيـقي وسَـلـوايَ في وحْـدَتي

 

وقد مَـدّني اللهُ في نـَكـْــسَـتي

 

بإبنٍ أُعَـلـّي به هِـمّـتي

 

وأغـْدَقـْـتُ بالحُـبِّ واللهْـفَـةِ

 

إلى يـَوم أنْ وقــعَــتْ نـَكـْـبـَـتي

 

*

 

فقالــت غـُـدِرْتَ بـَلـَيـْـلٍ بـَهـيمْ

 

وهَبَّ يُحـيـكُ الشِّــباكَ اللـئيمْ

 

وكـَيـْدُ الـظـّلامِ لـَشـَـرٌ جَـسيـمْ

 

ووَجْـهُ اللـئامِ  نـَذيـرٌ  ذمـيـمْ

 

أفـاع ٍ تـَمـوجُ بـِسُـمٍّ وخـيـمْ

 

فـَقـَدْ  رُضِّعـوا كـُـلَّ ثـَدي ٍ سَـقـيمْ

 

وقد أينـَعـوا فـي حِـياضٍ أثـيـمْ

 

وهُـمْ يكفـرونَ بـمُحـيي الرّمـيمْ

 

ولــكـِنـَّـما الـكَـيْـدُ مَهْـما يُـقـيـمْ

 

سَيـَرتـَـدُّ عَـكـْـساً ويـَبـْـقى عَـقـيـمْ

 

*

فـقـُـلـْتُ لها قــدْ عَـرَفـْـتي عُـمَـرْ

 

صَـبـِيٌّ يُـقـارِعُ ضـوءَ الـقـَـمَـرْ

 

طويلٌ  نـَحـيــفٌ كَعــودِ الشّـجَـرْ

 

قــويٌ جَـسورٌ كـَقَـدْح ِ الشـّـرَرْ

 

ذكــيٌّ يُـقـَـيِّـمُ لـَمْحَ الـبَـصَـر

 

ذكاءٌ بـهِ يـَستحـيلُ الضَّـجَـرْ

 

وطـَلـْعَـتـُهُ الـشَّـرقُ فـيها  ظـَهَرْ

 

وفي وجْهـِهِ موْطـِني قـدْ جَهَـرْ

 

وإذ لاحَ كـُــلُّ أسايَ انـْدَحـَرْ

 

غـريـرٌ نـقيُّ  كـَـقـَطـْـرِ الـمَطـَر

 

وكُـنـّا سَـويـا ً بـَناناً وظِــفـْـرْ

 

نـَجولُ ونـَـلـْعَـبُ حَـتــّى السَّحَـرْ

 

ألــقـِّـنـُهُ اللهُ ربُّ القـَـدَرْ

 

وخالـِقُ كـَـوْنٍ بـِخَـيـْرٍ وشَـرْ

 

وحـبَّ الحـياةِ وكـُـلَّ البـَشَـرْ

 

فضاقَ الِلـئامُ وحـاكوا الضّـرَرْ

 

وداروا عَـلـيْهِ بـِزورِ السِّـيـَرْ

 

وابنيَ ما زالَ سِـنَّ الصِّـغـَـر

 

وكـَـيْدُ اللـئامِ عَـلـيْهِ انـتـَصَـر

 

لـيَـقـسو عَـليّ  ويُـضحي حَجَرْ

 

ويـَجْـحَـدَ حُـبّي كأنْ لـمْ يـَصِـرْ

 

ويـنـسى سِـنـيـناً  معـاً  كالـدُّرَرْ

 

فأسْـلـَمَـني أصْـطـَـلي في سَـقـَـرْ

 

وخـَـلـّـفــَني قـانِـطاً أحْـتـَضِـرْ

 

فعَـقـْـلِيَ زاغ َ وقـَـلـبي انـْـشَـطـَـرْ

 

وحَـلـقيَ غَـصَّ أسـاً  وانـْـفـَـجَـرْ

 

ومِـثـليَ في الهَـمِّ  كانَ  انـْـتـَحَـرْ

 

أيـا لـيـْتَ أنـّي أراهُ حَـضَـرْ

 

حـبـيـبي أ ُجَـوِّلُ فـيهِ الـنـّـظـَـرْ

 

مُحــيّاهُ روحي لـَـهُ مُـسْـتـَـقـَـرْ

 

وعَـيـْـناهُ بـَرْقٌ لـها قـَـدْ بَـهَـرْ

 

مُـشاكِـسَة ً شعْـشَعـَتْ بالفِـكـَـرْ

 

وعُـمْـقٌ لها فـيهِ سِـحْـرُ السَّـفـَـرْ

 

ونـظـْـرَتـُهُ جَـدوَلٌ كـَـمْ  زَهـَـرْ (1)

 

عُـذوبَـتـُها مِنْ صَـفاءِ الـمَطـَـرْ

 

وبَـسْـمـتـُه تـُـنـْجـِـني مِـن كـَـدَرْ

 

وضِـحْـكـَـتـُهُ يـَشْـتـَهـيـها الـوَتـَـرْ

 

وإيـمـاؤهُ كـَـمْ فـُـؤادي أسَــرْ

 

ومَـنـْـطِـقــُـهُ عَـبـْـقـَـريُّ الأثـَـرْ

 

وفـي دَرْسِـهِ مُـبـْـدِعٌ لا مَـفـَـرْ

 

وفـي لِـعْـبـِهِ كـُـلَّ شيءٍ كـَـسَـرْ

 

فهاجَـتْ بـِنـَـفـْسِيَ هـذي الصِّوَرْ

 

لتـَغْـسِلَ روحي كـَزَخِّ الـمَـطـَرْ

 

ولـكِنَّ حُـبّي لابـْـني اسْـتـَعَــرْ

 

بـنارٍ ونورٍ بـقـلـبـي هَــدَرْ

وعَـزْمٌ شـديدٌ بصـدْري زأرْ

 

فإبـني بـرئٌ بـِمـا قـدْ  وَزَرْ

 

ومـَنْ يـَظـلِـمَـنّ فـما قـد ظـَفـَـرْ

 

وطوبى وبُـشرى لِـمَـن  قـَـدْ صَـبَـرْ

 

* * * * *

(1)  زهـَر: تلألأ- صفا لونه.


DEJE AQUÍ SU COMENTARIO    (VER COMENTARIOS)


COMPARTIR EN:

Todos los derechos reservados كافة الحقوق محفوظة - Editor: Saïd Alami محرر الـموقـع: سـعـيـد العـَـلـمي
E-mail: said@saidalami.com