عـدّى شـبابـي آنساً بـمـكـاني ..... حـتى لـقـالوا أنني إســبانـــي
لم يـكْذِبوا أبَدا ً ولكنْ لـَـفـّـقـوا ..... فأنـا فـِلـِسْـطيـنُ دَمـي وكـَـياني
لكـنّ مـدريدَ التي عاشرْتـُها .... سـَنـَواتُ عُـمْري عـَشْعـَشـَتْ بـِجـَناني
قـَشْـتالة ٌ أرْضٌ يَعـزُّ مـَثـيـلـُها ..... فـيها جَداولُ شِـعْـريَ الفـَـتــّان ِ
فيـها طـُلَيْطِلـَة ٌ وهذي عـِشْـقـُـها ..... مِن حُبِّ قـُدْس ٍ قالِـبا ً ومَعاني
تبقى طليطلة عـروسا ً دائما ً ..... ولــها بقَلـْبي كُـلّ قـِطـْفٍ داني
قَشْتالـَة ٌ مَرْجٌ نـَضيرٌ مُزْهِـرٌ ..... قـدْ رُشّ بالأشْجار ِ والرّيْحان
خَيْراتـُها هَيْهاتَ يُحْصيها الفـَتى ..... مِنْ كـُـلِّ زَهْـر ٍ أبْـيَض ٍ أوْ قاني
والغـَـرْبُ مَوْفورُ المياهِ بأنـْـهُر ٍ ..... زَيـْـتـونُـهُ والشّـهْـدُ يَسْـتـَويان ِ 1
وقـُراهُ مِنْ وَحْي الرسوم ِ، وأصلــها..... فـَوْقَ الجـِـبال ِ لــطيفـَة الـبُنيان
فيها عَرَفتُ سَعادة ًلا أنْـسَـها ..... قدْ عُـدْتُ فـيـها ل
لطـفـولـَةِ هـاني
فيها صعدتُ معي بـُـنيَّ لـقِـمَّةٍ ..... كما بجـِرزيـما ً مدىً وأمانـي 2
فـيـهـا السفوحُ لغابةٍ خـلابـةٍ ..... بصنوبـر وبغـُصْـنـِها الـرّيـّانِ
و إلى الجنوبِ فَـبَهْجَـة ً وسِـياحة ً ..... ومراتِعا ً غَــنـّاءَ كـالبـُسْـتان ِ
غـِرناطـَة ٌ قـَصْـرٌ وإشْبيليـّة ٌ ..... كانـَتْ وتـَبْـقى جَـنـّـة َ الألحان ِ
هَيّا لِـقرْطـُبَة ً فـَـشدّوا رَحْـلـَكـُم ..... ولجامِع ٍ فـيـها لَـبَـهْـجَـة رانــي
أمّا بَلـَنسِيَة ٌ فهـذي جَـنـّـة ٌ ..... قد عـِشتُ فـيـها حِقـْـبَـة ً كـثواني
إذْ كلُّ ما فـيـها نـَديٌّ سائغٌ ..... بسواحل ٍ ومراتع ٍ وجـِـنان ِ
وإلى الشّمال ِ فروضة ًمَعْـقودَةً ..... أنهارُ زانتْ خُـضرة َ الوديان ِ
أستورُ والكَـنـْتـَبـْرُ طابتْ أرضها..... الباسْـكُ والقطـَلانُ مُزْدَهـِران ِ3
وبأرض ِ جـِلـّيـقٍ سَـبَرْتُ جمالها ..... ولـَـمَسْتُ سِحْـرَ الأرض ِ والإنسان4)
هذي البلادُ عـظيمة ٌ مَرْموقة ٌ ..... أللهُ فيـها شـاءَ لِـيَّ مـكاني
فيهـا صرفتُ العُـمْرَ صاحِبَ غـُرْبَةٍ ..... مَحْـفورَةٍ بالعَـقـْـل ِ والـوجْدان ِ
فيـها طـَرقـْـتُ الدَّرْبَ مَوْفورَ الرّجا ..... حُبٌّ بـِقَـَـلـْبـي بـَـثــَّهُ الإثـْـنـان ِ
فَـنَدَرْتُ أيـّامي تَـكونُ قـَـناطِـرا ً ..... لِلْعـُرْبِ والإسْـبان ِ يَلـْـتـَقـِيـان ِ
شَعْبان ِ مِنْ أمْس ٍ وَنـَسْـل ٍ واحِد ٍ ..... رَغْـمَ اخْـتِلافِ مَلافـِظ ٍ ولـِسان ِ
شَعْبان ِ مُـفـْـتـَـرقان ِ رَغـْمَ أواصِر ٍ .....أَخَوان ِ مُـلـْـتـَحِمان ِ مُنْسَلِخان ِ
وَتـَدُسُّ بَـيـْنـَهُما الدَّسائِسَ زُمْرَةٌ ..... أعـْداءَ لِلأعْـراب ِ والإسْـبـان ِ
يا أيُّـهـا الإسْبانُ دُمْـتـُمْ أخْـوَة ً ..... لِلـْعُرْب ِ والإسْلام ِ كـُـلَّ زَمان ِ
* * * * *