ولـَـكــَمْ نــَثــَرْتُ مِــنَ الـشّـهامَـةِ فـي الـوَرىفـحَـصَـدْتُ مـِنـهُـمْ خَــيــْبـة ً وتـَـنـَـكـــُّرا
لكِـنـّهُ طـَبـْـعي وَلـَيـْسَ يـَسوؤنـي
لـُؤمَ الأحبـّةِ لا أشُـمُّ ولا أرى
يأتي اللئيمُ إليْـكَ قـَـلـْبا ً غاشِـما ً
والبَسْمَة ُ الوَضّـاءُ فـيـهِ تـَـنــَكـُّـرا
ويـَظـَلُّ يـُمْـعـِنُ في المَديح ِ مُداهـِنـا ً
يُخفي وَيُبـْطِنُ ما في قـلبـِهِ استـَعَـرا
وتـَراهُ خَـلفـَكَ مِثـْلَ الكَلـْبِ في لـَهـَثٍ
ويـَـنـْهَـشَـنــّكَ إذ ما قد قضى وَطـَرا
ويـَروحُ يـَنـْبـَحُ في الأرجاءِ مُدّعِـيا ً
بأن سَيـِّـدَهُ قـدْ عَـضَّـهُ وَجَـرى
هذا الخـَـئونُ وهـذِهِ أخْـلاقـُـهُ
مَنْ شـَذ َّ يـَوْما ً خانَ الشـمسَ والقَـمـَرا
*
يا صاحبَ الذ ّنـَبِ الذي لا يـَستوي
لمْ يـُجْدِ نـَبـْحُـكَ في حـِمى الأسْيادِ
عـِشْتَ الحَياةَ مُخادِعـا ً لا تـَرتـَوي
أو لاهـِثا ً تـَجْري ورا الأضْدادِ
الطـّبْعُ عِـنـْدَكَ خـِدْعـَة ٌ مـَرْسومَة ٌ
وتـَظاهـُرٌ بالدّيـن ِ والإلـحـادِ
ومَلأتَ بـَيـْـتـَكَ بالغَـنائـِم ظالـِما ً
مِـنـْهُمْ ومِـنـْهـُنَّ ودونَ سُـهادِ
وبـَرَعـْتَ في اسْـتـِغلال ِ كـُـلِّ فـريـسـةٍ
وجـَمَعـْتَ مالا ً لم تـَـفـُـزْ بـِودادِ
أ ُمـْـثولة ً للناس ِ صِرتَ وقِصّة ً
مِـن خائِن ٍ ومُداهِـن ٍ كـَيـّادِ
هذا الخَـئونُ وهـذِهِ أخـْلاقهُ
مَنْ شـَذ ّ خانَ بكلِّ قلبٍ عادي
*
أنـْتَ الـجَبانُ وقـَدْ بَرَعـْتَ مُجَرِّحا ً
ومُـلـَـفـِّـقا ً ومُـؤَلـِّبـا ً مكـّارا
الاستـِغابـَة ُ فيكَ طبـْعٌ غائرٌ
والجُـبْنُ يـَزْحَـفُ رابـِصا ً غَـدّارا
ولـَكـَمْ دَعَــْوتـُكَ أن تـُـفـنـِّدَ حُـجّـتـي
لا تـَجْـرُؤَنّ عَلى الوُقـوفِ جـِـهارا
تـبْـقى تـُراوغ ُ لا تـُواجـِهُ مَرّة ً
مِثـْـل الثـَّعالبِ لا تـَطـُـلُّ نـَهارا
خـَمْسٌ منَ السّـنواتِ مَرّتْ دونـَما
عَـقـْـلٌ لدَيـْـكَ ليَـلـْجُـمَ المِنـْـشارا
فلسانـُكَ المَـعـفـونُ ما طـَهّـْرتـَهُ
لمْ تـَـفـْـقـَهِ الإرشادَ والإنـْذارا
هذا الخـئونُ وهـذِهِ أخلاقـُهُ
مَنْ شَذ َّ شِـبـْرا ً خانـَكَ الأسْـفارا
*
وتحارُ أنْ تــَبـْدو ربـيـبَ ثـَـقـافـَةٍ
أنتَ الطبيبُ وقـدْ بَـقـيتَ جَهـولا
فلقد خَـبَـرتـُك في الثـقافـةِ مُـفـْـلـِسا ً
لمْ تــَقـْرَأنَّ مـِنَ الكِتـابِ فـتـيـلا
هذي الثــّـقـافـة ُ ثــُلـَّة ٌ مـَحـْظـورة ٌ
مـهْـما بـَرَعـْتَ تـَبَخْـتـُرا ً تـمـثـيلا
هـيـّا وكـَوِّنْ جُـمْـلـَة ً مَــفـْهـومَـة ً
في محْـفـَـل ٍ مهْما يَكـُنَّ هـَزيلا
أقحَمْتَ نفـسـَكَ في الثــّـقافـَةِ عـُـنوَة ً
الضَّبـْعُ يـَحْـلـَمُ أنْ يكونَ جـَميـلا
هذا الخـئـونُ وهـذه قـَسَماتـُهُ
يـَقـْضي الحَـياة َ مُنافـِقا ًوخَـذولا
مَنْ زادَ مِنْ بَعْـدِ الشـُّذوذِ جَـهالـَة ً
لم يأتـه خـجـلٌ وعاش رذيــلا
* * * * *
يناير 2007