مَرثاة نـِكاسـيو

سعيد العَلمي مَرثاة نـِكاž..."> مَرثاة نـِكاسـيو

موقع الأديب سعيد العلمي. منذ 2020/10/2 WEB del escritor Saïd Alami. Desde 2/10/2020 |
ALBUM DE FOTOS | LIBRO DE VISITAS | CONTACTO |
 
 

WWW.ARABEHISPANO.NET المـوقـع الـعـربي الإسـباني


(إسبانيا) موقع الأديب سعيد العلمي

WEB del escritor y poeta Saïd Alami

وجوديات
وجدانيات
القصيدة الوطنية والسياسية
قصص سعيد العلمي
الصوت العربي الإسباني
POESÍA
RELATOS de Saïd Alami
La Voz Árabe-Hispana
Artículos de archivo, de Saïd Alami

 

مَرثاة نـِكاسـيو

سعيد العَلمي

من ديوان (سنابل الحياة) لسعيد العلمي 2007

إلى روح صديقي وزميلي طيلة سنين في إذاعة (راديو ناثيونال دي إسبانيا) نيكاسيو سوليس المتوفى في شهر أغسطس 2006 بشكل فجائي عندما كان وحيدا في بيته قبل موعد وصوله للعمل بثلاث ساعات

.

أعـلـَمُ أنّ الـحَـيـاة َ سَـرابْ ... وأعـلـمُ أنـّي وأنـتَ تـُرابْ

وأنّ المَماتَ مَآلُ الحَياةِ... وكلٌّ سَيـَشْرَبُ هذا الشّرابْ

ولـكِنـّكَ الأمْسَ كنتَ السّميرَ... وكان حديـثـُكَ مِلَء الرِّحـابْ

وكـُـنـْتَ تـُخَطـِّط ُ باقي الحَياةِ: ... "ثلاثون عاما بـَـقـَـت للـذهاب"

وكنتَ لتـَبدو كَوَرْدِ الرّبـيع ِ.... كأنـّك في عُـنفـوان ِ الشّـبابْ

وكـُـنـْتَ تـَجاوَزْتَ خـَمْـسيـنَ عاما ً.... وأمعَـنـْتَ في العـَيْـش ِ دونَ اكتـِئابْ

كمِـثـْـل ِ رعـيـلِكَ حُـبُّ الحَياةِ ... يـُمَيـّـزُكـُمْ مِنْ عَجوز ٍ وشابْ

وكـُنـْتَ نِكاسيـو لـَخَـيـْرَ رفـيـق ٍ... بأيام ِشُغـل ِ طويل ٍ يـُهابْ

لكم مرة ً قدْ مَـشَـيْـنا الرُّواقَ... تـُحَـدّثــنـي عـن غـدٍ لا يـُعابْ

وكـَمْ قهْـوَة ً قـدْ أخـَذنـا سَـويّا ... وجدْتـُكَ فيها مليءَ الجـِعابْ

بفِكـْر ٍ غـزير ٍ وقـلبٍ حرير ... تـُحَـدّثُ حتى يكِلَّ الخِطابْ

وكـُـنـْتَ بـِسُمْرَتِـكَ المَشرقِيُّ... فخورا ً بـيـَعـرُبِ دونَ اضْطِرابْ

تقـولُ "ألا انظـُرْ لوَجهي مَـلِـيـّا ... لتـُدْركَ أصْـلِـيَ دونَ ارتيابْ "

*

لـَكمْ قد شكوْتَ غلاظة َ ابن ... فأرْصُدُ في مُقـلـتـَيـْكَ العَذابْ

لـَكَمْ أهـمَلوكَ ولمْ يـَسْمعـوكَ... لتـُضحي وحيدا ً وترنو لـبابْ

فـَزَوجُكَ وابناكَ تاهوا بكـُرْهٍ... وخَـلـّوكَ وحْـدَكَ، قانونَ غابْ

ملايينُ مثـْـلـُكَ رََبـّوا وُحـوشـا ... بـمُـجـتـَمَع ٍ ضلَّ فيهِ الشّـبابْ

وحَـربٌ ضَروسٌ تـُطيـحُ البـيـوتَ... قـوانينُ سُـنـّتْ لنـَشر ِ الخـَرابْ 1

*

فـَمُتَّ وحـيدا ً وخَـلـْــفَ الجـِدار ... وسَبـْعٌ مَضَيـْنَ ولا مِنْ جَـوابْ 2

تـُحَدِّقُ فيكَ الكَراسي وتـَبـْـكي... وتـَسْـألُ هَـلْ فاضَ بَحْـرُ اليَبابْ

وهَـلْ أ ُغـْرِقـَتْ كلُّ نـَـفـْـس ٍ بـِـيَـمّ ... فأصبحت الناسُ طـُرّا ً هَـبابْ 3

وكـُـتـْبـُكَ تـَلـْطـُمُ خَـدّا ً وتـَشكو... وتـَـنـْـشُجُ إذ لا يُـفيدُ انتـِحاب

أصائِصُ وردِكَ في شُرفَةٍ...عويلٌ لـهـا دقَّ وجْهَ السّحابْ

تـُحَـدِّقُ عـيـْـناكَ مِنْ خَـلـفِ موْتٍ... بصورةِ ابنـيْـكَ، تـَرمي عـِتابْ

ودمْـعُـكَ جَـفَّ على وَجـْـنـَـتـَيْـكَ... يـُحدِّثُ عَـنـكَ وحَـتـما ً أصابْ

ورسمٌ قديمٌ لـَكـُمْ أجـمَعـيـنَ... حُـبـورٌ يـَشعُّ كـَزَخِّ الشّـهابْ

وأنتَ بوَسْطِهُمـو كالمَـليكِ... وعـيناكَ خالية ً مِن ضَـبابْ

وإبـْـناكَ طِفلان ِ مـِثـْـلَ الزُّهور ... يُحيطانِ ساقـيْـكَ، خيـْـرُ انتـِسابْ

وزَوْجـُكَ ترنـو إليـكَ بـِسَعْـد ... تبـثــُّـكَ شَـْوقا ً وحُـبـّـا ً مُـذابْ

وأنتَ مُسَجّى وحيدا ً ومَيْـتـا ... وهُـمْ قدْ نـَسوكَ وأحْـنوا الرِّقاب

ومرّتْ عَـلـيْـكَ وحيدا ً بموتٍ...لأيـّامُ فـُحـْتَ بـِها كالسّـُبـابْ

وها أنـَـذا عـِنـدَ نـَعْـشِكَ وحْدي... وقد أغلقوهُ لفـُحْـش ِ الخَـرابْ

كأنـّكَ إذ ما هُجـِرْتَ وَوَلـّوا... لـَـتـَـْرفـُضَ مِـنـْهُمْ وَداعَ الكِلابْ

*

نِكاسـيو أجـَدْتَ بمَوْتـِكَ لـكـِنْ... تركـتَ ذويكَ برَهْـن ِالعـِقابِ

فـَإبـناكَ مـا بـَكـيـا، ما أراقـا... ولا دَمْعَة ً فـيـكَ... يا للدَّوابْ

وزوْجُـكَ كانـتْ كـسيرة َ قـَلـْبٍ... وأنهَكَها الدّمْعُ حـتـّى أذابْ

ولستُ لأعـلمَ كـَـنـْهَ الدّموع ... ولا سِرُّ غَـمٍّ نـَـهََــشْها بـِنابْ!!

ألم تَكُ قد غادَرَتـْكَ وحـيدا ً... ولقــّـنـَت الوِلـْدَ نـَهْجَ الذِّئابْ!!

*

نكاسيو الإذاعَـة ُ دونـَـكَ حـُزْنٌ... وغُـصـّة ُ مَوْتِـكَ مِثـْـلَ الحـِرابْ

بمـَوْتـِكَ مِـتـْـنا قـَـليلا ً جَـمـيعا ً... وخـَـلـّـفْـتـَـنا لنـَعـيـق ِ الغـُرابْ

* * * * *

(1) 

 إشارة إلى القانون العائلي في إسبانيا (2) ظل نيكاسيو ميتا في بيته الواقع وسط مدريد طيلة سبعة أيام لم ينتبه خلالها إليه أحد، وكنا نتصل به من الإذاعة على هاتفه المحمول دونما رد (3) هـَباب: هـَباءْ

سبتمبر 2006

------------------------------------------------------------------------

DEJE AQUÍ SU COMENTARIO    (VER COMENTARIOS)


COMPARTIR EN:

Todos los derechos reservados كافة الحقوق محفوظة - Editor: Saïd Alami محرر الـموقـع: سـعـيـد العـَـلـمي
E-mail: said@saidalami.com