الشهـداء
سعيد العلمي
*
ستقولوا ماتْ
وستنسوا كل التفصيلات
قاسيتُ
ورصاصٌ يخترقُ الآهات
وتلوّيتُ
من ألَمٍ مُستعـِرٍ
ألمٌ ظمآنْ
*
قد كتبوا في الصحف الكبرى
أن ماتَ الأمسُ عَشرُ رجال
في معركَةِ الوادي
وعشراتٌ قد سقطوا جرحى
*
والبعضُ لقّبَنا أبطال
*
قرأَ الناسُ الكلماتْ
هزّوا الهاماتْ
وألقوا بالصُحُفِ بعيداً
وقامَ كُلٌّ لطعامِهْ
يتجشّأُ، يتشدّقُ بالكلمات
يقـتاتْ
قابعة خلفهم الصفحاتْ
تذرفُ عبَرات
وتوقّفَ بعضُهُمُ لحظهْ
وتلفَّظَ رغمَ صعوباتْ:
"الوطنُ ما زال بـمـِحنَهْ"
*
"قد قُتِلَ المسكين هباءاً
إستُــشهدَ؟
ذاكَ الأخرَق
سيحلُّ بأبيهِ داءٌ
وستقـضي أمُّهُ قهراً
أتُرى ما كسَبوا مِن موْتِهْ؟
ما حرّرَ أرضاً أو نهراً"
*
كلّا ...أخي
بل مِتُّ لأجلِكْ
ولأجلِ ابني ولأجلِ ابنكْ
لكن!!! أكـمِلْ أكلَكْ
إملأ بـَطنَك
واسمع مِني
عَلّك تفقَه
*
يا ليتني أعودُ فأحيا
لأعودَ فأُصرَع
برصاصِ عَدوّي وعَدوّكْ
وعدوُّ الله
وعدوُّ الإنسانيةِ أجـمَع
ثم أنادي: ربّي أرجـعـني حياً أُرزَق
لأموتَ فداؤكَ يا وطني
ويعيشُ غَـداً شعـبي
أبداً حُرّاً
لا يَتوجّع
*
20 أكتوبر 1970