مترو مدريد
سعيد العَـلمي
مترو مدريدْ
صمتٌ بشريْ
وصريرُ حديـدْ
وصفيرٌ في ظـُلماتِ
الأرضِ فـَريدْ
ووجوهٌ واجمةٌ تُطـْرِقْ
ورؤوسٌ تـرْتَجُّ
لأنّ الأرضَ تـميدْ
وعيـونٌ شاردةُ النـّظراتْ
وعيونٌ تلـتـهـمُ
الكلمات
تقرأ ُ
وتـُـعـيـدْ
فالعـقـلُ بلـيدْ
ويومُ الـحـشْرِ
أزَفَّ شـديدْ
والخـلقُ تـزاحَمَ
في نـَفـَقٍ
قـبْرٌ عنْ خـيْط ِ
الشّمسِ بَـعـيدْ
وكهولٌ
تـنـشُدُ كُـرسـياً
لولا أنّ
الطـِّـفـلَ عـنـيـدْ
أو فـتـيانٌ هُـم
للـذاتِ عـبيـدْ
لا يأبهُ أيـُّهُـمُ
بالـشـّـيـخْ
في لـُجٍٍّ مِن
بَــشَـرٍ وصديدْ
والشيخُ
يـُقـَـلـِّبُ ذاكـرةً
كم فيـها من ماضٍ
وحنينْ
مدريـدٌ كانت
فـيها مـدريـدْ
*
متـرو مدريـد
وجْــهٌ ساحِـرْ
وقـَدٌ بـاهِـرْ
وعـيونٌ
تـَجْـتَـَـرُّ الـنـّظـَراتْ
تـُـنـَبـِّـأ ُ
عنْ زمَنٍ رِعْـديدْ
عنْ قلـْبٍ
بـُعْـثـِرَ في الطـُّرُقاتْ
يلـفُـظـُهُ
الحَـشْــدُ
ويظلُّ في بطـْنِ
الأرضِ
ووسْــط َ الجـمـع
ِ
وحـيـدْ
* * * * *
1986