عِـزّ الدين القَلـَقْ
سعـيد العَـلمي
أغتيل صديقي العالِم والشاعر عز الدين القلق في 2 أغسطس 1978 عندما كان ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية في باريس وكان اغتياله في العاصمة الفرنسية على يد جماعة أبي نضال العميله وبأمر من نائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين كما تردد في الإعلام في حينه وكما أخبـرتُ به آنذاك من مصادر موثوقه.
تـُقْلـَعُ الأشـجـارُ
لكنْ قالـِعُ الغـابِ غَريــرْ
تـُـقْـتـَلُ الوَرْدةُ
لكنْ مقتلُ الوَردِ عَسيـرْ
*
حاجـِبُ الشّمْسِ ضريـرْ
*
عِـزّ الدّيـن
غـديـرٌ فـُراتْ
وسَـهـْلٌ شَجـيـرْ
وبـَحْـرٌ أُجـاجْ
لظىً وسَـعـيـرْ
*
لمْ تـَـمُـتْ يا عِـزُّ لكنْ
ماتَ في البعض الضّمـيـرْ
قدْ أماتـَـك أنَّ فـيهـِمْ
سَـيِّدُ القـَـوْم ِ حَـقـيـرْ
"يـَصْدِمُ" الإنسانُ نــَعْلٌ
صارَ سَيـّدَهُـمْ بـِلـَيْـلْ
ثـُـمّ يـَدْجُـلُ في زُهـُـوٍّ
ناسياً في سُكْـرهِ
أنـّـهُ نـَـعْـلٌ حَـقـيـرْ
*
عِـشْ هَـنـيـئاً في عُـلاكَ
لسْتَ يا عـزُّ الأخـيـرْ
لستَ أوّلَ شّـعْـلـةٍ
في مَوْكبِ الشُّـهَداءِ
ولسْتَ يا بَـطـَلُ الأخيـرْ
كنتَ كالفـيـَضانِ
كالبـُركانِ
كالصُّبْـحِ المُـنـيـرْ
لستَ يا عِـزُّ الأخـيرْ
كنتَ للفِتيانِ مِنْ شَعْبـِكَ
نبراساً يـُنـيـرْ
لستَ يا شَـهْـمُ الأخيـرْ
لقد نشأتَ في الـخِـيام ِ
كافـَحْتَ كالضّـِرغـامِ
لستَ يا عِـزُّ الأخـيـرْ
أنـْتَ أعْيـَيـْتَ العَـدُوَّ
بعـِلـْمِـكَ الـوَضـّاءِ
ولـِسانِكَ البــَتـّارِ
لم تـَكُنْ يـَوْما ً بـِقَـوّالٍ أجـيـرْ
أيـُّهـا المَـغْـدورْ
لست َ بالمَـأجورْ
مِثـْلَ غادِركَ الشريـرْ
لم تـَسِرْ خَـلـْفَ الحَـميـرْ
مثـْلَ قاتِـلِـكَ الأجـيـرْ
*
إيهِ يا عِـزُّ
هذه مدريدُ التي كَمْ أحـبـَبـْتـَهـا
تبكيكَ مع باريسْ والوَطـَن ِ الكَـديـرْ
* * * * *
4 أغسطس 1978