القصيدة الغَـزيّة
سعيد العلمي
نسورُ النـَّجـْدِ تـُعرَفُ مِن بعيدٍ // إذا حَطّـتْ فكـيـْفَ إذا تـطـيـرُ!!
فـكَـيـفَ إذا يـُفاجـِئـُنا زئـيـرُ !! // وأسْدُ الغابِ تـُعـرَفُ إن تـَبـَدّتْ
ونورُ الشمسِ يـُعـرفُ من ظلامٍ // فـكـيفَ إذا الفضاءَ مَلاهُ نورُ!!
فـلسطـينٌ وتـُعـرَفُ مِن بـَنـيها // إذا ذُكِـروا فـكـيفَ إذا يـثـوروا !!
"حـَمـاسٌ" واسمُها غَـصَّ العَدُوَّ // فـكَـيفَ إذا تَصَدّتْ أو تـُغـيرُ !!
أنـاسٌ آمـنـوا بـاللهِ ربّــاً // وشَـعْـبٌ صـامِـدٌ صـَلـْبٌ فـَخـورُ
وأطـفالٌ بـغَـزةَ أو بـِقـُدْسٍ // وعَـيـْشـُهُـمُ عـَسيـرٌ بَلْ مَـريرُ
ومـُجـْتـَمـعٌ يُعَذَّبُ فـي ظَـلامٍ // ولا عَـدْلٌ يـُبـَدِّدُهُ، يـُنـيـرُ
تـكالـبـَتِ الـدُّنا ظــُلْـماً علـيْهِ // أعـاديـــهِ وإخـوتـُـهُ يــَـجـوروا
أعـاديـهِ وُحـوشٌ كاسِـراتٌ // وإخـوَتـُهُ خِـيـانــَتــُهـُم فــُجـورُ
حُـكوماتٌ وتـَركـَعُ للأعـادي // شعـوبٌ لا يـُفارقـُهـا شَـخـيـرُ
وأخـرى باقـتـِتـالٍ بـينَ أهْـلٍ // فـلا أذُنٌ ولا قـَلـْبٌ بـَـصــيــرُ
ومِصرُ تنوءُ، مِـحـنَـتـُها خؤونٌ // يـبـيعُ الأمَّ لـيـْسَ لـهُ ضمـيرُ
ربيبٌ بـاتَ صُـهـيـونٌ إلـهَهْ // ومِصـرُ الخـَيـْرِ يَفْرُسُها أجيـرُ
يُغلِـّق بابَ غزةَ كالأعادي // ويَـطـعَـنُ بالظـُهـورِ ولا يـُجـيـرُ
طـُيـورُ البـَيـْنِ ما كفَّتْ رَحاها // لتقذِفَ بالجحيمِ ولا نَذيرُ
وجند الشر دجج بالسلاح// يرمي سعير الويل وهو يمورُ
وبالـمـِيـاهِ زوارقٌ وبـوارجٌ // الـحَـتـْفُ والإرهابُ والـتّدمـيـرُ
هذي لأشلاءُ الرجـالِ تـناثَـرتْ // هـذي لأشـلاءُ النــِّساءِ كـثـيــرُ
فـوقَ العِـبـادِ كبـيـرُهُـمْ وصـغـيـرُ //أنقاضُ آلافِ البـيـوتِ تراكمَـتْ
ومَدارسٌ سـُـوَّت بـأرضٍ حَـوْلـَهـا // فـيـهـا العـوائِـلُ طالــَهـا التـهجيرُ
قـَتَلـتْـهُمُ أيْدي جـُنودٍ أجْرَمَتْ// حُــجَـجُ اللـئـيـمِ يـَعـوزُها التَّبـريـرُ
ومَـشافِـيٌ دُكَّـتْ، مَـقابـِرُ تـحـتـَهـا // جُــثـثُ المـئاتِ وما العدوُّ قـَريـرُ
حـتـى المُـعاقُ وما نجا من جُرمِهـم // هدَمـوا عليه مَـبَـرّةً ويُـغـيـروا
هدَموا المَعابِدَ لم ينوا أو يخـْجلوا // فالهَـدْمُ نُسْكُهُـمُ وفـيه حُـبـورُ
نـَسفوا البـروجَ العـالـياتِ بأهـلـِها // هـذي مـجازِرُ قـصْـدُها "التطـهـيرُ"
وبكاءُ إمرأةٍ عـلى مـوْلـودِها // نـارُ النجومِ، وما كـفى التـّعـبـيـرُ
ونـَحـيبُ طِفـلٍ يَـتّمـَـتهُ قذيـفَـةٌ // وزنُ الكَـواكـبِ، ما كفى التـّقـديـرُ
صِـوَرُ الضـحايا قـُطـِّعتْ أوصالـُها // وفظائـعٌ إفـشاؤُهـا مـَحظـورُ
أمّـا الـدمــارُ كأنّ غـزةَ زُلــزِلـَـتْ // وكـأنّ عُـــشّـاً دَكَّـــــهُ تــفــجــيــرُ
وعوائلٌ سَكَنَتْ رُكامَ بُيوتِها// وَنـَحيـبُ أحْـيـاءٍ صَـداهُ كَديرُ
عينُ الخبيرِ إذا رأتْ بُعدَ الأسى// ذرَفـَتْ دموعَ القـهـرِ وهيَ تدورُ
لا تـفـْطِنُ الأسماعُ ما يُروى لها // هَـوْلُ الحقيقةِ أنْ يـَراهُ بـَصـيرُ
والقارئُ المَبـْهوتُ كَلَّ قِراءَةً // مَنْ ذا يُصدّقُ ما تـقـُصُّ سُطورُ
هيهاتَ يُعْـقَـلُ أنّ إنـساً أصـبحوا // ضـربَ الـجَمـادِ فـلا يُـهَـزُّ ضَميرُ
قتلوا العِـبادَ كما الذّبابِ ولم يـَكُن// في صَدرِهِـمْ حِـسٌّ وثـَمَّ صُخورُ
حِـقْـدٌ ويـَطـحَنُ قـَلـبـَهـُمْ ضـِدّ الدُنى // لـيـْسَتْ قـُلـوبٌ إنها لـقُــبـورُ
ما في الشعوبِ كمِـثـْلـِهـِم وحـشيّةٌ // في غزةَ كُشِفَ الرّدى المستورُ
السُّـمُّ حـَتـْمـاً ما يـُعَـمِّرُ سِـرَّهُـمْ // ودَمُ الطـفـولـةِ عِـنـدَهُـم مـهـدورُ
ويُـزوِّروا في الغَـربِ كلَّ حـقـيـقـةٍ // فـإذا الـضـَّحـيـةُ لـعـنـَةٌ وثـُبـورُ
وإذا الـرضيـعُ الـغَـضُّ فـي إعـلامِـهـمْ // لـخـبـيـرُ إرهـابٍ وبـِئسَ خـبـيـرُ
وإذا البـنـاتُ الـزاهـراتُ بـَراءةً // إرهابـُهـُنَّ علـى المَـلا لخَطـيـرُ
كيفَ الطـيورُ الكاسِراتُ سَتَدّعي // أن العـصافِـرَ أنـْسُرٌ وصُـقـورُ!!
كيف الوحوشُ الفارساتُ ستفتري // أنَّ الغَـزالَ لكاسِرٌ وَهَـصـورُ!!
لِعدُوِّنا جُبْـنٌ يَفوقُ فَسادَهُ // وقـَتـْلُ الوُلـْدِ دَيْـدَنـُهُ الأثيرُ
يـهـابُ لِـقـاءَ أجـنـادٍ شِـدادٍ // وعِـنـدَ الـطـِفـلِ جـَبّـارٌ جَسورُ
1"ناحولَ عوزَ" وأهْـلـُهـا تباً لهُـمْ // أين اخْتفى يومَ الفِدا المغرورُ؟
ألا أبطالُ غزّةَ لا يَهابوا // وما بـَخِـلـوا إذا كانَ الـنـّفـيـرُ
صـَبـروا على بـَغْيِ العَـدُوِّ وإثمِهِ // طبْعُ المجاهِدِ صادِقٌ وصَبورُ
2مِـنْ تـَحْـتِ أرضٍ أزهَـروا بسلاحِهِمْ // فإذا الجـنـودُ كَـمـا النِـعاجُ تـخورُ
هجموا على جُـنـدٍ لـهُ ببسالةٍ // حـتى كـبا مِن قـهـرِ وهوَ كسيرُ
3هَـبـّوا عـليـهـم عَبْرَ أنفاقِ الرّدى // فـإذا العـدُوُّ تَرَنُّحٌ وثُبورُ
لم يَقـتـُل الأشرافُ إلّا جُـنـدَهُـمْ // أوصى النبيُّ فلا يُـمسُّ صـغـيرُ
أوصـى بإمـرأةٍ وشَـيـْخٍ طـاعِنٍ // ألا يُـروَّعَ أعـزلٌ وغـريــرُ
ألا يـُهـدَّمَ مـعـبـَدٌ أو دارَةٌ // أو أن تـُمَـسَّ كـنـيـسةٌ أو دَيـْـرُ
أو أن تـُقَـلـَّعَ نـَبـْتـَةٌ أو زَرْعـَةٌ // أو ثَـمْـرَةٌ أو شَـجْـرةٌ وجُـذورُ
هذي لأخلاقُ المُـجاهِـدِ طِـيـبـَةً // نـبـعُ الرسولِ مباركٌ وطهورُ
فانـْظـُرْ لصُهيونٍ فما أخَـلاقـُـهُـمْ؟! // الجـُبـْنُ والتـنـكـيلُ والتـزويـرُ
يا غـزةَ الأبـرارِ مِلءَ عُـيونـِنـا // شـعـْبٌ عـظـيـمٌ قـادِرٌ وصَــبـورُ
وأهلُ غـزّةَ صـَخْرَةٌ في أرضِـهـِمْ // سَطـَروا البـَسالـَةَ بورِكَ التـّسطيرُ
1 و 2 و 3: كان عدد سكان قرية ناحول عوز 350 نسمه فرّ منهم أكثر من 300 إثر الهجوم الفدائي الفلسطيني على مفرزتها العسكرية عبر الأنفاق وقـتْلُ كل جنودِها وضبّاطها.
سبتمبر 2014