ومَخلوقُ أصغرُ مِن أنْ تَراهُ وأضْألُ مِمّا يطولُ البَصَرْ
ويجتاحُ كوكَبَنا كالرِّياح ويحصُدُ حصْدا حياةَ البَشَر
ويسخرُ من قوةِ العالمينَ، فمَن ذا يفلُّ سُيوفَ القدَر!!،
يُمرِّغُ أنفَ القويِّ العَتيِّ يُغـيِّـبُه في ظلامِ الحُـفَـرْ
فأينَ جحافلُهُ والعَـتادُ وأينَ جيوشٌ لهُ تستَتِرْ
وما نفعُ أقمارِه في السّماءِ وما نفعُ أسطولِه في البَحَرْ
وما نفعُ عِلمٍ ترَدّى بظُـلمٍ وما نفعُ صاحِبِهِ إذ فجَرْ
وما نفعُ غربٍ وما نفعُ شرقٍ فكلكُمُ رهْنَ حُكْمٍ صدَر
وكلكُمُ بارْتِعادٍ وبُؤسٍ فأينَ الملاذُ وأينَ المَفـَرْ
ملايينُ تغلقُ أبوابَها بشرقٍ وغربٍ تخافُ الضّرَر
قصورٌ وآلتْ كأجْحارِ فَأرٍ ويَخشى الخروجَ، يخافُ الهِرَر
بلادٌ وسُكانُها في جُحورٍ حواضِرُ قد أقفَرَتْ من حَضَر
مشاهِدُ لمّا تراها عيونٌ بأجيالِنا مُذ عرَفـنا النَّظـَر
ورُعبٌ يُخَيّمُ فوق العِبادِ وكُلٌّ يغَلـِّقُ بابَ الحَـذَر
وكلٌّ يُهروِلُ صوْبَ ذويهِ ليدرَأ، وهْماً، سُعارَ الخبَر
فهل آن للناسِ أن يُدركوهُ فهذا بِحَقٍ عظيمٍ جَهَرْ:
أيا أيّها الإنسُ إفطَنْ حَثيثاً فإنّكَ خلقٌ يُسمّى بشَر
وأنَّكَ جنسٌ فريدٌ وحيدٌ على كوكبِ الأرض رهنَ الخطَر
تكافَلْ وإلّا نَدِمتَ مَريراً فمَن في حُروبِكَ كانَ انتَصَر!!
ومَن في حروبِكَ أضحى منيعاً؟ وهاكَ تراهُ انحنى وانقَـهَـرْ
ألستَ ترى كيفَ ورْدَ الحُقولِ تُظلِّلُهُ وارفاتُ الشَّجَـر!!
وكيفَ الجبالُ تُغذي سُيولاً فـتُـنْضِرُ وادي وتَمْلا نهَرْ
وكيف الجداوِلُ تَسقي النّمورَ ويَنْهَلُ منها بِغالُ السَّفـَر
فمَهما قَوَيتَ ومَهما عَليتَ ستُقهَرُ حَتماً وتُضحي عِبَرْ
فقد فاتَ عهدُ عَدوِّ السِّلاحِ وحلّ بنا الأعـزَلُ المُسْتَـتِرْ
يُطيحُ بنا كائِناً من نَكونُ فـمِنّا الـثُّـُرَيّا ومِنّا العَفَـرْ
ومِن كُلِّ دينٍ يَسُلُّ الحياةَ وفي كلِّ لوْنٍ لظاهُ اسْتَعَرْ
إبريل 2020
https://www.youtube.com/watch?v=wpgzCLh_AqE
https://www.youtube.com/watch?v=k04WGG0h1_M&t=1s
https://arabsongs.download/mp3/%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%84-%D9%82%D8%B5%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B7%D9%86%D9%8A