ألـمـافـيـا 2

سعيد العَلمي

للشاعـر الكـبير صالح جـودت قـصيدة بعـنوان (المافـيا) نشرت في مجلة (المصور) المصرية في أواخر شهر سبتمبر 1968، يتساءل فـيها مرة بعـد أخرى:"هـل عرفـت المافـيه؟ إشارة إلى امريكا".

نـَعـَمْ عـَرَفـْـنا المافـِـيـَهْ

لسْـنا شُـعـوبا ً غـافِـيـَهْ

ولا نـَخافُ أنْ نـقـولَ ماهـِــيَهْ

جــبـّارَة ٌ وعـاتـِـيـَـهْ

تـَأكلُ مِـنْ لـَحـْم ِ الشـُّعـوبِ النـّـامـِيـَهْ

وتـَـشْـرَبُ مِن سَـفـْـكِ الدِّمـاءِ الغالـِـيَهْ

ولا أقـولُ إلا "رَحـْـمَـة ً يا رَبــِّيـَهْ"

فإنـَّها سَـحّـاقـة ٌ لِـمَـنْ يَـقـولُ "باغِـيَه"

وتـُرسِـلُ الجَـحـيـمَ أيـْـنـَما تـشاءُ في ثـَوانِـيَهْ

تـَحـومُ فـَوقـَـنا في الجـَوِّ سـِرّا ً أو عََلانيـَهْ

تـُحْصي عَـليَّ هـمْـسَـتي تـَعُـدُّ لي أنـْـفاسـيـَهْ

كَأنـَّهـا الإلـهُ حَــْولـَـنا مِـنْ كـُلِّ ناحِــيـَهْ

نـَعَـمْ عَـرفـْـنـا الـمافـِـيـَهْ

ونـَحـْـنُ نـَدري مـا هِـيـَهْ

فـلي بـِها عـَلاقـَـة ٌ مـَريرة ٌ وقاسِيَهْ

بدأتْ هـُناكَ في مديـنةِ القـِلاع ِ العاليَهْ

يومَ افـْـتـِتاح ِ فِـرْعِـها الجَـديدِ في بـِلاديـَـهْ

فـَيـَوْمَـهـا نـَهَـضْـتُ مِـنْ سُـبـاتِـيـَـهْ

ونـَجْـمَـة ٌ جَـوْفـاءَ لـَطـَّـخَـتْ سَـمائِـيـَهْ

وبـَعْـدَها سُـوَيـْـسُـنا والهَـجْـمَة ُ الثــُّلاثـِـيَهْ

وعَــقـْـبُـها بــِفـَـتـْرَةٍ مِـنَ الزَّمـان ِ صافِـيـَهْ

قد أرْسَـلـَـتْ بـَوارجـاً تـَعـيثُ في مِـياهِـيـَهْ

طـُيورُهـا وَحْـشِـيـَّة ٌ قـَـدْ مَزَّقـَـتْ أطـْـفــالِـيَهْ

ونـَكـَّـلـَـتْ بـِعِـزّتـي وفـَرّقـَـتْ جُـمـوعِـيَهْ

وأحْـرَقـَـتْ زُهـورَنا وأهـْـلـَـكـَـتْ زُروعِـيـَهْ

وهَـــزَّأتْ مُحَـمَّـدي ودَنـَّـسَـتْ مَـسيـحِــيـَهْ

وَشـَـرّدَتْ بـِأمَّـتـي ونـَكـَّسَـتْ رايـاتـِـيـَهْ

وقـَطـّعَـتْ بـِجُـثــّـتـي بـِمِـدْيـَةٍ سُداسِــيـَهْ

فـَما ضَـمَـرْنـا بـَعْـدَها لـَهـا سِـوى الكـَراهِـيـَهْ

وكـُـلـُّـنـا عَـواصِفٌ هَـبـَّـتْ بـِـوَجْهِ "المافِـيـَهْ"

* * * * *