موقع الصحفي والأديب سعيد العلمي

يا موطني

سعيد العلمي

إني أعـودُ إلى البـلادِ يشـدُّنـي شـوقٌ طويـلْ

في غُربةٍ ولّى نهارُ العُمرِ كالحُلــمِ الجميـلْ

حتى انتبهتُ لغفوَتي يوماً وقد حلَّ الأصيلْ

فرجَعتُ للوطنِ الحبيبِ لكيْ أصولَ وكيْ أجولْ

يا حسرةً في موطني ما قد وجدتُ من الصّديدْ

عَـفَـنٌ به فـي كلِّ ناحيــةٍ وأصـنـافُ العـبـيـدْ

وشُعوبُهُ مَحْنيَّةُ الهاماتِ تُـحكَـمُ بالحديدْ

والوَيـلُ كـلُّ الويـلِ للأحـرارِ للـرجُلِ العنـيـدْ

في موطِني لُغةُ العروبةِ صارَ يطعَنُها عَميلْ

والغافِلونَ تَأمْرَكوا، جَحْشٌ يَخالُ لهُ صَهيلْ

والوالـدانِ جَـهالـةً قـدْ رَبـّيا خطَـراً وبيـلْ

والوِلدُ صاروا كالأجانبِ ليسَ يُعجِبُهُمْ أصيلْ

في موطني عمَّ التَّأمْرُكُ في المدارِسِ لا يَحيدْ

والأمُّ ما عادَتْ تُطيقُ لنَجلِها "لُغَةَ العـبيدْ"

فتُأمْرِكُ الأبناءَ عنْ عَمْدٍ وفي جَهْلٍ شَديـدْ

وتُعِدُّ أعداءاً لباقي الشعبِ في وَطَنٍ يـَميـدْ

في موطني فُجْرُ الثّريِّ بَلاهةٌ فيها يَصولْ

شتّانَ بين ثريِّهم وثريِّنا النَّـهِـمِ الجهولْ

ما فيهِ من وغْزِ الضميرِ ولا يُنغِّصُهُ عويلْ

في طاعةِ الأعداءِ عاشَ وما لصَحوَتِهِ سبيلْ

في مَوطني أعرابُنا صاروا عـلى نـسَقٍ بعـيـدْ

هيهاتَ تعرفهُمْ سِوى من ملبَسٍ لَهُمو فريدْ

المظهـرُ العربيُّ ظلَّ رهينةَ الماضي المَجيدْ

أما النُّـفـوسُ فـجُلُّـها غربيّـةٌ حـتّى الـوريـدْ

في موطني الغربُ يزحفُ شافياً مِنّا غَليلْ

والحاكـمونُ بلادُهُم محـتَــلــةٌ ولـها عـويـلْ

وهُـمُو بـوَهمٍ آثـمونَ وتائـهونَ بلا دلــيـلْ

ونُحورُهُمْ مَفرودةٌ للعِلجِ للنَّصلِ الصّقيلْ

في موطني أينَ الزعيمُ وأين منطقُهُ السَّديدْ؟!

مُذْ ماتَ ناصِرُ ما رأيتُ لأمَّتي قبَساً جَديدْ

وإذا شعوبُ عروبَتي خرساءُ يحكُمُها بليدْ

يَنصاعُ للأعداءِ والغُرباءِ في قصْـرٍ قعـيدْ

***

2009