سعيد العلمي

زُرقةٌ بلا حـدودْ

كمحيطِ ماءٍ فـوْقيَ ارتفعْ

وغَربُهُ شِراعٌ  يطفو بلا قِلاعْ

بلْ إنه الهِلالْ

طيْـفٌ من القَـمَرْ

يراوِغُ البـَصَـرْ

كأنـَّما انـكَـسرْ

بديـعُ الجـمالْ

رهـيفُ الخيالْ

بحـثـتُ في الفـضاءْ

في ساعـةِ ارتـخاءْ

فوجدتُ غـيمةً تـبَعـثَرتْ

كالقطنِ إذِ انـتَـثـَرْ

تهيمُ في المحـيط

تـناوشُ القَـدَرْ

وفـراشَـةٌ أمامي

تطـيرُ في أمانْ

تـحُـطُّ فوقَ دفـتَـري

أتأمَّلُ الجـناحْ

أبـيضٌ كـما الصّباحْ

كـصفحةِ الـقـمَـرْ

إذا اكـتـمَلْ

كـما السحابـهْ

كما النورسِ الطـيّارْ

فوقَ ذؤاباتِ الشّجَـرْ

ما أجملَ الربـيعْ

كُل ما فـيهِ نطـَقْ

يجـمَعُ الألوانْ

يؤلـِّـفُ بينَها

يـُمـتـِّعُ البَصـرْ

لكنّهُ مطلعُ الخريفْ

تـَلاشِيَ الألوانْ

إلّا زُرقـةُ السـماءْ

وخضرةُ الشّجـرْ

وحشيشُ الأرضِ 

يكسو السهولْ

وفي الحقولْ

يسري النسيمْ

يـُهَـدهِـدُ الأوراقْ

فأسمَعُ الحـفـيـفْ

يأتي صدىً خـفـيـفْ

 كأمواجِ بحـرٍ بعـيـدْ

تَـثـِبُ على الشاطئْ

دؤوبةً لا تستـريحْ

*

أ4 أكتوبر 2018