المديـنة الغـريبه

سعيد العلمي

*

أحِـبُّ المديـنهْ

أحِـبُها مجهولـةً ضـنينهْ

كلُّ عَـطـفةٍ بها... غـنيـمَهْ

وكلُّ وقـفةٍ بها ... وليـمَهْ

وكلما ضنّـتْ وجدتُها كريمهْ

تـردُّ لي طفـولـتي

تردُّ لي بـراءتي

ودهـشةً فـقـدتـُها قـديمهْ

وخِـلـتُها في قـبوِها سـجـيـنهْ

وخِـلـتـُها بأمسِـها  رهـيـنـَهْ

مديـنـتي الجـديـدهْ

تردُّ لي نجوميَ السلـيبَهْ

وتـُنسِـني أقـماريَ الكـئـيـبَهْ

تـلـفُّـني ببهجـةٍ عجـيـبـهْ

بهجةُ المديـنةِ الغـريبهْ

وتجلـُوَ المَدامِعَ السّـخـيـنهْ

تعـمِّـرُ القـلوبَ لانتـصارْ

وتمحقُ الطريقَ للهـزيـمهْ

فكلُّ وجهٍ في المدينةِ الغريبه

وكلُّ بـسمةٍ غـريره

وكلُّ طـَلـةٍ مُـنـيره

وكلُّ مَعْـلـَمٍ يلوحُ من بعـيـدْ

في المدينةِ الغـريـبه

لمَعْـلـَمٍ فريـدْ

لا تراهُ إلا في المدينةِ الغريبه

بجُـسورِها الـنّـضيدَه

فوقَ نهرٍ زاخرٍ وَدودْ...

وجداولِ بشيرة

*

في المدينة الغريبة الكبيره

أبحثُ عن مسائها الوديعْ

وصَخـبـِها الصّباحَ والظهيرهْ

بريقها في الليلةِ المطيره

عوالمٌ أثـيرهْ

تحرِّرُ النفوسَ من سُباتْ

تتيحُ الإنفلاتْ

من قـُمْـقـُمٍ وذاتْ

ويا لـَهُ انفلاتْ !!

تـُبعَـثُ من رُفاتِها اللذاتْ

فلا تـَعُـدْ رُفاتْ

فكأنها السناجـبُ اللعـوبَه

قَـفـّازةُ الأشجارِ والغاباتْ

تسرحُ عـنـدَ كُلِّ بابْ

تهيمُ في الجـنـّاتْ

تـُزيـِّنُ الطـُرُقاتْ

ولا تغادِرُ المدينةَ الغـريـبه

ولا الشوارعَ الخـضيره

سـناجبٌ كأنها كـُـراتْ

يعوزُها صِراطْ

إنها المدينة الغريبه

منارةٌ تـشِعُّ في السّريره

وكل معـلمٍ يلوحُ من بعـيدْ

لـَمَعلمٍ فـريـدْ

لا تراهُ إلا في المدينةِ السـميرَه

أوتاوا *

وهذه الجداولُ الغـزيره

جداول المدينةِ النّضيره

 2011

* أوتاوا: عاصة كندا.