قـبورُ أحبابٍ وأغـرابٍ هـُنا
جَـثـَمَتْ عَلـَيـْها صَخرةُ النـِّـسيانِ
أسماءُ كان صِحابـُها مِنْ صُحْـبَـتي
في غـُرْبَةٍ موْفـورة ُ الأشـجانِ
جـئـنا لـمدريد ٍ نـَتوقُ لأ ُفـْـقِـنا
أحلامُـنا كَـشبابـِنا الفتـّـان
ومَضَتْ سِنـونُ العـُمْر ِ تـَقـْـطـُرُ خِلـْسَةً
ونـَخالـُها لا تـَنـْـقـَضي بـِزَمانِ
وتـقاذفانا حَظـُّـنا وقـَضاؤُنا
كـُلٌّ على نـَهْـج ٍ لهُ وأماني
فـإذا الـتـقَـيـْـنا كان كلُّ حديثـِـنا
عـنْ غابـِر ِ الأيام ِ والأوْطانِ
ونظلُّ نصبو أن يكونَ رُجوعَـنا
في يوم ِ سعْد ٍ مُقـْبـِل ٍ رَيـّانِ
ويظلُّ جُـلمودُ الحياةِ مُدَحْـرَجٌ
نـَحْوَ المَقابـِر ِ في غَـد ٍ ومَكانِ
حـتـّى وقـفـتُ على لحودِ صِحابَةٍ
أسماؤهُـمْ محفورة ٌ بـِجـِـناني
وحياتـُهُمْ كانتْ ومُـنذُ و ِلادَةٍ
مِرآة َ أيـّامي ونسخَ زَماني
ماتوا كـُـهولا ً لمْ يـَشيخوا... لـَمْ يَـنوا
وبـِكـُـلِّ مَوْتٍ قـِصّة ٌ ومَعاني
عاشوا كأغـْرابٍ وتِـلكَ قـبورُهـُمْ
في غـُرْبةٍ أخْرى مَعَ الخـُلانِ
غِرينيونُ ضَمّـتـْهُمْ فـَطوبى لأهْـلـِها
يا بَلـدَة َ الأخْـيار ِ والعِـرفانِ